السلام عليكم رمضان / سبتمبر 2009 ، كنت اتصفح بعض المواقع ، و سرعان ما مللت منها ، فقررت دخول الشات و هو يخص الفرنسيين في الغالب كنت اضع صوري الخاصة في موقع الشات ، و اذا بي أتلقى رسالة من زوجتي " التي هي فرنسية و لم تكن مسلمة و لم اكن زوجها بعد " .. قلت من تكون ؟ و ماذا تريد ؟قالت : اني وجدت بعض صورك و بادرتك بالتحية فقط لا اكثر .قلت : مرحبا و انت ايضا صورك رائعة ، اي نوع من ألات التصوير التيتسعملينها ؟ لانني كنت اهوى التصوير، هكذا و هكذا انطلق الحوار بين جد وهزل ، حتى قالت لي انا جائعة سأذهب الى المطبخ لأكل قليلا،قلت لها انطلقي للاكل لأننا هنا صائمون ، قالت آه مسلم و تصوم في هذا الحر ؟ قلت لها نعم ان الله يطلب منا شهرا واحد في السنة لنضحي بكل طعامنا و شربنا و شهواتنا لاجله ، انه شهر واحد فقط ،قالت لي انت شجاع جدا ، ضحكت و قلت لماذا انا شجاع ؟ قالت يوجد الكثير من العرب هنا لا يصومون و لكن كيف تشعر و انت تقوم بالصيام ؟ انه امر قاسي نوعا ما ؟ ، قلت انها قضية تعود و ايمان قبل كل شيء .قالت لن اذهب الى المطبخ ، سوف ابقى معك ، لأشجعك على مقاومة الجوع و العطش ، قلت لها انصحك بأن تأكلي قليلا و لا داعي ان تفعلي ما افعله ، قالت لا يهم انالا اشعر بالجوع ، ثم قالت كيف تقضي اليوم و انت صائم ؟ هل تعمل ؟ قلت لهالا اعمل حاليا و لكن اذهب بعد العصر لاساعد الفقراء متطوعا في مقر خاصيقدمون فيه الطعام للفقراء و لعابري السبيل ، قالت انه امر رائع جدا اتمنى ان اكون هناك لاكون معك و اساعدك مع اصدقاءك ، و بقيت احكي لها عن رمضان و شعائر الاسلام و هي تنظر الي بفضول و تتبع باهتمام .فات يوم الاول و جاءت ايامات و ايام و قبل ليلة القدر بيوم ، قلت لها يوجد لدينا نحن المسلمين يوم مقدس نستبشر به كثيرا ، قالت ما هو ، قلت انها ليلة القدر ، و بدات اشرح لها ميزة هذا اليوم ، قالت لي بكل هدوء ، غدا سوف اصوم ، و لم احاول ان امنعها ، و علمتهاكيفية الصيام مع المواقيت و قدمت لها نصائح حول الصيام و مبطلاته ، و صامتذالك اليوم ، و بقينا مع بعضنا طول النهار لغاية الاذان ،و التقينا بعدها ، قالت لي ، ان الصيام امر رائع ، صحيح انني اشعربالتعب و لكن لم اشعر بالجوع و لا حتى العطش طوال اليوم ، اشعر ان هناكقوة خفية جعلتني قوية هذا اليوم و لم اشعر بالوهن ، شكرا جزيلا على منحيهذه التجربة ، تلك الليلة دعوت الله ان تكون هذه الفتاة من المسلمين .و جاء العيد ، و بدأت الفرنسية الفضولية اللحوحة تسألني كثيرا عن الاسلام ، و بسهولة جدا اقنعها كل مرة ، - كأن الله ارسلها الي لتهتدي على يدي ، كأن هناك امر خارق و جاذبيةقصوى تجعلنا ننجذب نحو بعضنا ، كانت الامور الصعبة التي اراها كالجبل تصبحبمجرد تقديم خطوتي اليها مجرد طيف ألمسه بيدي - ، اسئلة كثيرة و صعبة جدا احيانا كانت تطرحها علي ، كنت ارسل لها الاجابة عبر مواقعتنشر الدعوة بالفرنسية ، دون تعصب او اتباع مذاهب مسيئة للاسلام ، كنت قبلان اترك الحاسوب اترك لها بين 3-4 مواقع دعوية لتقرأها ، و تترك لي ملاحظاتها في ما بعد ، و كانت تستمع لي باهتمام كبير ، لماجد منها التفكير الارتيابي او النقاش البيزنطي او الميل العنصري ، ابدالم اجد معها سوى حسن الاصغاء و الانتباه و تقبل افكاري ، حتى جاء زمن قدولى و تزوجتها على سنة الله و رسوله ، بعد ان اسلمت عن قناعة تامة دونغصب او خداع ، و شاهدت مجتمعي الذي اعيش فيه رغم الاختلاف الكبير بيننا وبينهم ، حتى كتب الله ان تشهد رمضان هذه السنة معي و صامته كله مثل السنةالفارطة ، و تحقق حلمها في مساعدة الفقراء في رمضان هذا العام ، بل وتبرعت بمال مهرها لاشتري بها بعض مستلزمات الطعام ، ذاك المال الذي بقيمعها اكثر من سنة ، كتب الله ان يكون طعام لهؤلاء البشر ، كانت سعادتيالاكبر ، انها سعيدة جدا بوجودها معي رغم نقص الامكانيات و سبل الحضارة ،الا انها تفضل البقاء هنا ، كانت تصلي بجانبي كل يوم ، اجدها سعيدة جدابالقيام بذلك ، و ترفع يدها و تدعو الخالق بهمس مع بعض التحسر ، و كنتاسترق السمع الى دعائها رغم صوتها الخافت ، ربي اني نادمة على عدم الدخولالى الاسلام سابقا .تحقق حلمي انها دخلت في دين الذي ابتدأ بامرأة و رجلين و صبي و تحقق حلمها لما تطوعت طيلة رمضان في مساعدة الفقراء ، هذا الأمر اسعدها كثيرا جدا .انتهى عن قصة حقيقية تحياتي