قصة و عبرة

" الحياة مثل جرة المايونيز "
هناك دائماً وقت للراحة

عندما تتراكم المسؤوليات و تتزاحم المهمات, ولا تجد في اليوم سوى 24 ساعة لإنجاز ما هو مطلوب منك تذكر هذه القصة...

ذات يوم وقف أستاذ الفلسفة يلقي محاضرة على طلابة, واضعاً أمامه بعض الأشياء, وعندما بدأت المحاضرة ودون أن يتفوه بحرف, شرع في إلتقاط جرة "مايونيز" فارغة و ملأها بعدد من كور "الجولف", ثم سأل الطلاب "هل الجرة ممتلئة الآن؟" فردوا جميعاً بالإيجاب.

راح الأستاذ يلقي كمية من الحصى الصغيرة داخل الجرة, ثم رجها حتى تتسرب الحصى الصغيرة بين كور الجولف, ثم كرر سؤاله: هل الجرة ممتلئة؟ فردوا جميعاً بالإجاب.

ثم سكب الأستاد كمية من الرمال في الجرة, فسدت الرمال كل الفجوات بين الكرات و الحصوات, ثم اعاد السؤال, فأجمع جميع الطلاب على أن الجرة ممتلئة.

في نهاية المطاف اخرج الأستاذ قدحين من القهوة كان قد وضعهما في درج المكتب, وافرغهما في الجرة,ثم طرح نفس السؤال بعد أن تسربت القهوة في المساحات الفارغة في الرمال, وهنا ضحك الطلاب ملء أفواههم عندما اكتشفوا ان هناك مساحة خالية في الجرة وقد ملأها السائل.

وهنا بادر الاستاذ في شرح مغزي القصة قائلاً:
الجرة ترمز لحياتنا, وكور الجولف هي رمز الأولويات في حياة كل منا, مثل عبادة الله, وحب العائلة و الأطفال, والاهتمام بالصحة و الأصدقاء, و المشاعر النبيلة التي تغنينا عن كافة الأشياء في حين لا يغنينا عن ضياعها شيء.
أما الحصوات فتمثل الأشياء الهامة بالنسبة لنا كالوظيفة و البيت و السيارة, و لكنها أقل أهمية من شؤون حياتنا الكبرى.
أما الرمال فهي تعبر عن صغائر الامور, وهي أقل قيمة و أهمية من كل شيء, تلك الهوامش العابرة في حياتنا.

ثم استرسل: ويجب علينا أن لا نضع الرمال أولا في الجرة قبل وضع كرات الجولف,وإلا فإن الرمال ستملأ الجرة ولن يبقى مكان للكرات و لا حتى للحصوات.

وهنا بادره أحد طلابه قائلاً:" ولكن إلام ترمز فناجين القهوة؟", فابتسم الاستاذ و أجاب قائلاً: "سؤالك رائع, فقد تكتظ حياتك بالأولويات و المهام التي لا تتيح لديك دائماً متسع من الوقت لتناول فنجانين من القهوة مع صديق حميم, أو مع إنسان كريم "