هي المنطقة الواقعة بين عمان من جهة الشمال وحضرموت من جهة الجنوب وبحر العرب من جهة الشرق وصحراء الربع الخالي من جهة الغرب، وهي حاليا تتضمن الاجزاء الشرقية من حضرموت ومحافظة المهرة ومحافظة ظفار.
وقيل أنها منطقة تقع في عمق بحر الخليج قبل أن تغمرها المياة قبل نحو 20.000 سنة وقد ورد اسم الأحقاف في بعض الكتابات المسمارية باسم (حيقفا، حقف، حيفق) يصب بها ملتقى نهر دجلة والفرات.
سورة الاحقاف :
هذه السورة مكية تعالج قضية العقيدة. قضية الإيمان بواحدانية الله وربوبيته المطلقه لهذا الوجود ومن فيه وما فيه. والإيمان بالوحي والرسالة وأن محمداً - صلى الله عليه وسلم – رسول سبقته الرسل، أوحي إليه بالقرآن مصدقا لما بين يديه من الكتاب. والإيمان بالبعث وما وراءه من حساب وجزاء على ما كان في الحياة ما كان من عمل وكسب من إحسان وإساءة.
هذه الأسس الأولى التي يقيم عليها الإسلام بناءه كله .ومن ثم عالجها القرآن في كل سورة مكية علاجاً أساسياً، وظل يتكأ عليها كذلك في سوره المدنية كلما هم بتوجيه أو تشريع للحياة بعد قيام الجماعة المسلمة والدولة الإسلامية. ذلك أن طبيعة هذا الدين تجعل قضية الإيمان بواحدانية الله، وبعثة محمد – صلى الله عليه وسلم – والإيمان بالآخرة ومافيها من جزاء..هي المحور الذي تدور عليه آدابه ونظمه وشرائعه كلها وترتبط به أوثق ارتباط فتبقى حية حارة تنبعث من تأثير دائم بذلك الإيمان.
وتسلك السورة بهذه القضية إلى القلوب كل سبيل، وتوقع على كل وتر، وتعرضها في مجالات شتى ،مصحوبة بمؤثرات كونية ونفسية وتاريخية. كما أنها تجعلها قضية الوجود كله – لاقضية البشر وحدهم – فتذكر طرفاً من قضية الجن مع هذا القرآن كذكرها لموقف بعض بني إسرائيل منه. وتقيم من الفطرة الصادقة شاهداً كما تقيم من بعض بني إسرائيل شاهداً. سواء بسواء.
تم هي تطوف بتلك القلوب في آفاق السماوات والأرض، وفي مشاهد القيامه في الآخرة. كما تطوف بهم في مصرع قوم هود وفي مصارع القرى حول مكة. وتجعل من السماوات والأرض كتاباً ينطق بالحق كما ينطق هذا القرآن بالحق على السواء .